منهجية الإنشاء الفلسفي

 المفهمة 

الفلسفة فكر مفهومي يقوم على بناء المفاهيم والإشتغال عليها، والدرس الفلسفي هو الاخر يجعل المفهمة نشاطا رئيسيا له مادام المفهوم يحضر على كل أصعدته:بناء لحظات الدرس، معالجة النصوص، الإنشاء الفلسفي،...غير أن المفهوم يثير كثيرا من الإشكالات النظرية والديداكتيكية.

يمكن تعريف المفهمة مدرسيا بكونها عملية إبداع المفاهيم واكتسابها ضمن سياق سيرورة تعليمية تعلمية.

أما المفهوم في معناه العام فقد عرفته التوجيهات الرسمية كآلاتي :لفظ لغوي طبيعي يدخل ضمن لغة التواصل العادي، ويحمل مضمونا فكريا مركبا يتخذ شكل تمثلات وتصورات أولية تتمتع في نفس الوقت بدرجة من التجريد والتعميم والتشخيص والتداخل والاختلاط والتباس تحيل على واقع فعلي أو متخيل"[1] ومن هنا يكون المفهوم لفظا ملتبسا، حيث يشير بحسب وضعه اللغوي إلى شموله واستغراقه لمجموعة من الألفاظ المشتركة، ومن هنا أمكن القول أنه "على الرغم من أهمية المفهوم في التفكير الفلسفي فإن تحديده لا يبدو أمرا متيسرا نظرا لتداخل معناه مع معاني كثير من المصطلحات المجاورة، خاصة منها التصور الأولي Notion والتمثلReprésentation ، والرأي Opinion الفكرة Idée  والمقولة Catégorie .[2] حيث تستخدم بعض هذه الكلمات في كثير من الأحيان، بدل بعضها الآخر. غير أن هذا التداخل يمكن التحكم في وإدارته عبر الاعتراف بالانتماء الأصيل للمفهوم والمقولة إلى الحقل الفلسفي دون سواهما، ضمن سيرورة الانتقال من المعرفة العامية إلى المعرفة الفلسفية, ومن ثمة"فإن المفهوم الفلسفي لا يوجد إلا داخل نسق، وهو يقوم على بناء منطقي، فالمفهوم الفلسفي أداة الجواب الفلسفي، ولا مفهوم سوى في سياق الإنتاج الفلسفي" إذ خارج دائرة التفكير الفلسفي يمكن الحديث عن التصورات، لذا فانتماء المفهوم إلى حقل الفلسفة يميزه عن التصور حتى الفلسفي منه.

وكإشارة قوية إلى مكانة المفهوم في سياق الإنتاج الفلسفي، فقد تم اختياره في المغرب بدل تاريخ الفلسفة الذي ظل لفترة طويلة معتمدا في المقررات والبرامج الفلسفية، وهكذا تم اعتماد المفاهيم الفلسفية" كمحتويات ومكونات لهذه البرامج، وذلك أولا باعتبار ارتباطه الصميمي بالإنتاج الفلسفي واشتغال الفلاسفة عليها، وثانيا لأنها تبدو أنسب لتحقيق تلك الأهداف كما يتجلى ذلك من خلال تحديد معنى المفهوم و إبراز الإمكانيات النظرية والديداكتيكية الفلسفية التي يتيحها الاشتغال عليه.

ويتضح إذن من هذه الإشارات كون المفهمة وكذا المفاهيم الفلسفية تحتل إلى جانب الأشكلة مكانة مركزية في الخطاب الفلسفي، كما أنها تمثل مادة غنية لإثارة وإذكاء المناقشة الفلسفية، سواء اكتفت هذه المناقشة بمحاولة فهم وتعلم وكذا اكتساب المفاهيم الفلسفية التي تشكلت عبر تاريخ الفلسفة أو تطلعت إلى توليد وتشكيل وكذا إبداع مفاهيم فلسفية جديدة.

 



[1] _ مصطفى بلحمر ،بيداغوجية الكفايات والفلسفة، القدرات الأساس في الفلسفة ، دروس ومحاضرات في مادة ديداكتيك الفلسفة،المدرسة العليا للأساتذة تطوان موسم 2009_2010

[2]  _ نفسه ص 1

مرحبا بكم في موقعي
 
[umfrage]
 
Aujourd'hui sont déjà 8 visiteurs (10 hits) Ici!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement